نحدثكم اليوم عن جسور مضيق البوسفور المعالم الأشهر لمدينة إسطنبول الرائعة وأيقونة الجمال لتركيا، حيث سنفصل الحديث عن كل جسر من الجسور الثلاث ونذكر تفاصيل إنشائه ومميزاته وأهميته، كما سنجب عن أهم الأسئلة التي تخص هذا الموضوع وتعطيكم فكرة كاملة عن أشهر رموز تركيا
متابعة طيبة نتمناها لكم.
بما أن إسطنبول تمتد على قارتي آسيا وأوربا يفصل بينهما مضيق مائي، فإن الانتقال بين طرفي المدينة كان يشكل مشقة كبيرة للسكان ويستغرق الكثير من الوقت، فكان لابد من التفكير بطريقة معينة لربط شطري المدينة ببعضهما وتسهيل حركة المرور أمام الاليات والبضائع، فجاءت فكرة إنشاء جسور مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأسود من الشمال ببحر مرمرة من الجنوب بداية من الجسر الأول الذي بات يعرف باسم جسر شهداء 15 تموز.
ومن ثم تم إنشاء جسر السلطان سليم الفاتح من أجل تخفيف ضغط الازدحام على جسر البوسفور ومن بعده تم إنشاء جسر السلطان سليم الأول لتخفيف حركة المرور على الجسرين السابقين، حيث يعبر الجسور أكثر من مئتي ألف سيارة وحافلة مخصصة لنقل الركاب بالاضافة للشاحنات المخصصة لنقل البضائع.
وفيما يلي سنخصص الحديث عن كل جسر من جسور مضيق البوسفور بالتفصيل.
يعد جسر البوسفور أحد أبرز المعالم السياحية لإسطنبول وهو عبارة عن جسر معلّق على مضيق البوسفور يفصل بين قسمي إسطنبول الآسيوية والأوربية، تم افتتاحه خلال الذكرى ال 50 لتأسيس الجمهورية التركية في 30 تشرين الأول عام 1973، ويأتي في المرتبة التاسعة كأطول جسر معلق في العالم وقد تم تغيير الاسم مؤخراً من جسر البوسفور إلى جسر شهداء 15 تموزعقب فشل المحاولة الانقلابية عام 2016 والتي سارعت بمحاولة السيطرة على الجسر لأهميته فهو يعد شريان الحياة لإسطنبول وصلة وصل بين أطرافها.
تم حفر قواعد الجسر في كل من منطقة بيلاربي الآسيوية ومنطقة أورتاكوي الأوربية ليصل طول الجسر إلى 1,560 متر وبعرض 33,40 متر وارتفاع 64 متر عن سطح الأرض، حيث يرتكز الجسر على أعمدة ضخمة وصل ارتفاعها إلى 165 متر والمسافة بين العمود والآخر 10 أمتار فقط.
كما يصل ارتفاع أبراج الصلب إلى 156 متر تقوم بحمل أرضية الجسر عن طريق كابلات قوية وصلت سماكتها نحو 1 سم، بينما تبلغ المسافة بين الأبراج المعلقة 1,074 متر لتوفر دعامة إضافية.
يضم الجسر 8 ممرات للمشاة، اثنين منها مخصصة لحالات الطوارئ والباقي مخصص للذهاب والإياب، كما تتحرك عبره جميع أنواع السفن والبواخر الضخمة.
تم افتتاح جسر السلطان محمد الفاتح بسبب الازدحام الشديد الذي شهده جسر البوسفور، فمع ازدياد أعداد السيارات والازدياد الكثيف بأعداد سكان اسطنبول كان هناك حاجة لبناء جسر جديد مشابه لجسر البوسفور لتخفيف الضغط عليه.
وقد حمل الجسر اسم السطان محمد الفاتح، تخليداً للشخص الذي فتح مدينة إسطنبول، كما يعرف باسم جسر البوسفور الثاني أيضاً.
قد تم افتتاح جسر السلطان محمد الفاتح عام 1988 بعد ثلاث أعوام من بدء أعمال البناء، حيث وضعت تصميمه عدة شركات أجنبية وشاركت بتنفيذ التصميم شركات تركية ويابانية إلى جانب الشركات الأجنبية، بكلفة بلغت آنذاك 125نحو مليون دولار، وتم افتتاح الجسر من قبل رئيس الوزراء آنذاك تورغوت أوزال لتكون سيارته أول سيارة تعبر الجسر.
وقد تم إنشاء الجسر الثاني من جسور مضيق البوسفور على بعد 5 كم شمال جسر شهداء 15 تموز، يمتد من منطقة حصار أوستو في الطرف الأوربي ومنطقة قافاجيق بالطرف الآسيوي بطول يبلغ 1510 متر وعرض 39,4 متر يسمح بمرور المركبات على أربع مسارات ذهاب وأربعة إياب.
كما يضم الجسر برجين من الحديد الصلب بارتفاع 105 أمتار تفصل بينهما مسافة 1090 متر مزودان بكوابل حديدية لحمل أرضية الجسر لمزيد الدعم والحماية.
ويعد جسر السطان محمد الفاتح جزء من الطريق الدولي الأوربي السريع والذي يعرف بالاختصار TEM
يسمى جسر السلطان سليم الأول أو السطان ياووز سليم وهو السلطان العثماني التاسع، كما يعرف الجسر أيضاً بجسر البوسفور الثالث، ويعد أطول جسر معلّق في العالم مدعّم بمسارات للسكك الحديدية، ويعد كتحفة فنية بتاريخ الهندسة المعمارية التركية والعالمية أيضاً.
وقد تم إنشاء الجسر بسبب أزمة التكدس المروري في إسطنبول لكي يخفف الكثافة المرورية على الجسرين حيث يتم عبور أكثر من 180 مليون مركبة سنوياً خلالهما، وقد سعت الحكومة لإجبار المركبات الثقيلة والخفيفة على تحويل مسارها إليه، الأمر الذي يسهم بتقليل تلوث الهواء في المنطقة ومشكلات بيئية أخرى ناجمة عن حمولات البضائع والغازات المنبعثة.
تم وضع حجر الأساس لجسر السلطان ياووز سليم عام 2013 وقد تم افتتاح الجسر عام 2016 من قبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أي تم الانتهاء من أعمال البناء خلال ثلاثة أعوام فقط بتكلفة إنشاء بلغت 3 مليار دولار.
وقد صممه المهندس الفرنسي ميشال فيرلوغو بالاضافة للمهندس السويسري جبيان فرانسوا كلين ويعد تصميم هجين يدمج ما بين جسر مدعوم بالكوابل وجسر معلق.
يمتد الجسر ما بين منطقة "بيكوز" بالقسم الآسيوي ومنطقة "صاري ير" بالقسم الأوربي ويعد أعرض جسر معلق في العالم يصل عرضه إلى 59 متر وأعمدته هي الأعلى في العالم بارتفاع وصل إلى 322 متر، كما يضم الجسر عشرة مسارات 8 منها مخصصة لعبور السيارات دهاباً وإياباً ومسارين تم تخصصيهما للقطار السري، ويوفر الجسر خدمة مرور لحوالي 135 ألف سيارة في اليوم.
ويبلغ طول الجسر حوالي 2164 متر، والمسافة بين البرجين تصل إلى 1408 متر، اما أسلاك التعليق والكابلات المستخدمة فهي تعادل الدوران حول الأرض ثلاث مرات.
ترد الكثير من الأسئلة التي تتعلق بتفاصيل جسور مضيق البوسفور وسنقوم بإعطاء إجابات كاملة عنها في الفقرات التالية.
لا يسمح بالمشي على الأقدام على الجسور الثلاث، إنما في يوم مارثون اسطنبول أوراسيا وهو المارثون الوحيد الذي يعبره المشاة من قارة لآخرى يمشي المتبارون على جسر البوسفور الأول.
تم إضافة نظام الإضاءة الليلي لجسر البوسفور عام 2007 ليمنح مدينة إسطنبول منظر رائع خلال الليل، حيث تبدأ الإضاءة عند غروب الشمس وحتى ؤالصباح، ويتم استخدام النظام الحوسبي للتحكم بإضاءة الليد الملون وإضفاء لمسة الجمال على المدينة، لتصبح الجولات المائية تحت الجسور مقصد للسياح
أقيمت المبارة على جسر البوسفور الأول والذي شهد مباراة تنس بين قارتين ضمت اللاعبة الأمريكية فينوس ويليامز والتركية إيبك شونوغلو.
اطلع على مقال: بنك كويت ترك في تركيا – تقرير مفصل
لها أهمية اقتصادية وسياحية كبيرة فهي مصدر للدخل في تركيا حيث تمر 25% من بضائع العالم من ممراتها المائية التي تربط قارتين مختلفتين، كما يحيط بمنطقة الجسور عدة معالم سياحية هامة مثل قصر دولما بهتشه ومسجد أورتاكوي وقصر بيلاربيي تجذب السياح، بالإضافة لتحول المنطقة لوجهة استثمارية لمشاريع مختلفة من مطاعم وفنادق وعقارات.
اقرأ أيضاً:
الاستثمار في تركيا واشهر 4 من انوعه
إلى هنا نصل لختام مقالنا عن جسور مضيق البوسفور الثلاث، استعرضنا من خلاله أهم المعلومات التي تتعلق بإنشاء الجسور المعلّقة في تركيا وأهميتها وإجابات الأسئلة المختلفة عن كل جسر منها، ولتفاصيل أكثر حول هذا الموضوع تواصلوا معنا عبر سكاي لاين القابضة.
